رام الله، 21 آذار 2023- عقد برنامج "مستدامة"، اليوم الثلاثاء، الاجتماع الرابع للجنته التوجيهية، بمقر وزارة الاقتصاد الوطني في رام الله، بمشاركة رفيعة المستوى من أعلى هيكلية في حوكمة البرنامج.
وترأس الاجتماع، وزير الاقتصاد الوطني خالد عسيلي، وبمشاركة أيمن إسماعيل، ممثلا عن رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم، ومدير وحدة التنمية الاقتصادية والمياه والطاقة والتجارة في مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس تشارلز رودو دي تشاتيني، ومدير إدارة الطاقة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" طارق المطيرة، ورئيس مكتب برنامج "اليونيدو" في فلسطين أحمد الفرّا.
واستعرضت اللجنة التوجيهية، برئاسة وزير الاقتصاد الوطني خالد عسيلي، نتائج الأعمال المنجزة في البرنامج حتى آذار/مارس 2023، وناقشت التحديات والإنجازات الرئيسية والأنشطة النهائية التي سيتم تنفيذها قبل اختتام البرنامج.
أطلقت "اليونيدو" برنامج "مستدامة" في نهاية عام 2019 لتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الصناعي الفلسطيني من خلال تدابير وابتكارات الطاقة المستدامة. يعتمد تصميم البرنامج على نهج شامل قائم على أربع ركائز أساسية: خلق بيئة سياساتية مواتية، وتطوير القدرات المحلية لتنفيذ حلول الطاقة المتجددة/ كفاءة الطاقة، ورفع الوعي لتحفيز الطلب على الطاقة النظيفة، وتعزيز بيئة للابتكار وريادة الأعمال بتأثير بعيد المدى.
وتنفذ "اليونيدو" البرنامج بتمويل من مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس، وبالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني، وبالتعاون مع سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية.
واستعرض رئيس مكتب برنامج "اليونيدو" في فلسطين أحمد الفرّا، آخر النتائج التي تحققت خلال الأشهر الستة الماضية من تنفيذ البرنامج. وسلط الضوء على التقدم المحرز في تدعيم السياسات والأنظمة، ولا سيما إطار صافي القياس، الذي تم تنفيذه تحت إشراف اللجنة الفنية، والتي تشرف عليها حاليا دائرة الصناعات الخضراء التي انشأت حديثا في وزارة الاقتصاد الوطني.
وأطلع الفرّا أعضاء اللجنة التوجيهية، على النتائج الايجابية لتدريب نظام إدارة الطاقة، والتدريب على الطاقة المتجددة، والتدريب على التحليل المالي. كما وضعهم في صورة التقدم المحرز في عمليات تدقيق الطاقة المكتملة للمشاريع النموذجية، المدعومة بعملية جمع بيانات متينة والتشبيك بمصادر التمويل.
كما استعرض أحدث إنجازات مكون التكنولوجيا النظيفة، بما في ذلك المشاريع المبتكرة للشركات الناشئة الفائزة في النسخة الثانية من مسابقة فلسطين للابتكار في التكنولوجيا النظيفة، وخدمات ما بعد التسريع الهادفة إلى تقديم دعم مستمر لجميع الفائزين.
وشارك الفرّا مع اللجنة التوجيهية، أبرز البيانات الملموسة حول تأثير برنامج "مستدامة" على "تخفيض الكربون"، من ضمنها تخفيض 11,796 طنا من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وتوفير 7,911 ميغاواط/ساعة من الطاقة سنويا.
ونوّه إلى شبكة الشركاء الواسعة التي تدعم ترسيخ المعرفة والنتائج لبرنامج "مستدامة"، إلى جانب الأنشطة القادمة المخطط لها لدعم استدامة هذه الشبكة.
بدورهم، شكر الشركاء في اللجنة التوجيهية، "اليونيدو" على جهودها، وأقروا بأهمية النتائج المعروضة في دفع الصناعات الفلسطينية إلى مسار تخفيض الكربون بفعالية وتعزيز القدرة التنافسية.
وصادقت اللجنة التوجيهية على خطة لتمديد البرنامج، وراجعت الأنشطة المقررة حتى نهاية دورته الأولى. وشجع الشركاء الرئيسيون لليونيدو، ووزارة الاقتصاد الوطني مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس، أصحاب المصلحة على تبادل الأولويات والنهج التمهيدي من أجل مزيد من التعاون لتعزيز استدامة النتائج والعمل معًا على توسيع نطاق البرنامج في المستقبل.
وفي تعليقه على إنجازات وأثر برنامج "مستدامة"، قال وزير الاقتصاد الوطني خالد عسيلي: "لقد لعب برنامج مستدامة دورًا فاعلاا في خلق بيئة مواتية لانتشار الطاقة المستدامة. نجح النهج المتكامل للبرنامج في وضع الأسس لتعزيز الطاقة المستدامة من خلال إنشاء بنية متكاملة حيث يتم دعم وربط العرض والطلب على حلول الطاقة النظيفة، إلى جانب تحديث السياسات لتلبية احتياجات الصناعة وتلبية الحاجة إلى دمج مصادر الطاقة المتجددة بشكل متزايد في إنتاج الطاقة، وحيث يمنح الابتكار في ريادة الأعمال زخمًا جديدًا وربطًا بالأسواق".
وأضاف: "أود أن أؤكد أن الشراكة مع اليونيدو كانت مثمرة أيضًا من حيث نقل الإجراءات والمعرفة إلى وزارة الاقتصاد الوطني، وباشرت دائرة الصناعات الخضراء عملها رسميًا"، مشيرا إلى أنه مع ختام هذه المرحلة من برنامج "مستدامة"، ستتولى الدائرة قيادة اللجنة الفنية وستواصل ربط جميع اللاعبين في قطاع الطاقة النظيفة والمستدامة من خلال منصة "نظير إلى نظيرPeer-to-Peer" التي طورها البرنامج.
وفي تعقيب الاتحاد الأوروبي على الأثر الإيجابي لبرنامج "مستدامة" على المناخ والقدرة التنافسية للقطاع الصناعي، قال مدير وحدة التنمية الاقتصادية والمياه والطاقة والتجارة في مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس تشارلز رودو دي تشاتيني: "تقع التحديات والفرص المناخية والبيئية في صميم الصفقة الأوروبية الخضراء. يعتبر أمن الطاقة قضية محورية في النقاش ويلتزم الاتحاد الأوروبي بدعم عملية سريعة لتخفيض الكربون في فلسطين من خلال الاستفادة من استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال".
وأضاف: "يتم اتباع هذا النهج من قبل الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الأعضاء بالشراكة مع بنوك التنمية الأوروبية في مبادرة فريق أوروبا للنمو المستدام والوظائف والصمود في فلسطين".
وتابع: "يمثل برنامج مستدامة مثالًا رائعًا وناجحًا على كيفية مساهمة جهود تخفيض الكربون في إعادة إطلاق اقتصاد مستدام مع تحسين القدرة التنافسية. يمكن اعتبار "مستدامة" أول برنامج في فلسطين يسعى بشكل مدروس لتحقيق أهداف المناخ والقدرة التنافسية".
وأشار إلى أن "فريق أوروبا سيستفيد من الإنجازات والدروس المكتسبة من هذا البرنامج بدعم من اليونيدو ووزارة الاقتصاد الوطني وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية ووزارة الريادة والتمكين. نحن ممتنون لجميع شركائنا في ضمان استدامة نتائج البرنامج وقابليتها للتوسع".
وفي تعليقه على نتائج "مستدامة"، قال رئيس مكتب برنامج "اليونيدو" في فلسطين أحمد الفرّا، إن "برنامج مستدامة يجني ثمار الأنشطة التي تم تنفيذها على مدى السنوات القليلة الماضية. تم إحراز تقدم حقيقي وملموس في جميع مكونات البرنامج: تم تدريب مئات المهنيين في مجال الطاقة، ومساعدة عشرات الشركات على تحسين البنية التحتية للطاقة، ودعم رواد أعمال جدد في مجال التكنولوجيا النظيفة لبدء أعمالهم".
وأضاف: "إلى جانب الأرقام التي تعكس إنجازاتنا، فإن العلاقة المتينة التي أنشأناها مع شركائنا هي أيضًا جزء من قصة نجاح برنامج مستدامة، مثل إنشاء دائرة الصناعات الخضراء في وزارة الاقتصاد الوطني والتي ستتولى قيادة اللجنة الفنية وتواصل تعزيز سياسات وأنظمة الطاقة، وكذلك جميع الشركاء من ممثلي القطاع الخاص إلى مراكز الابتكار، الذين يساعدون على تحفيز التطور التكنولوجي والقدرة التنافسية للصناعات الفلسطينية".